يعد مفهوم التخطيط والتخطيط المركزي والجهوي والعمراني من المفاهيم الجوهرية المهيكلة لخطاب الجغرافية المعاصرة، التي تميل للمهننة حاليا اكثر من أي وقت مضى، حيث كانت نظرية.
فما تعريف التخطيط بصفة عامة؟ وما أهم أنوعه؟
تعريف التخطيط
هنالك تعاريف كثيرة لمفهوم التخطيط،
نظرا لاختلاف خلفيات الباحثين، كالخلفية المعمارية، الاقتصادية، القانونية،
الاجتماعية والهندسية.
حسب تعريف Simon "التخطيط هو فكرة عقلانية متكيفة للتطبيق في
المستقبل وفي الأمور التي يكون للمخططين درجة من التحكم"[1]. ومع كثرة التعاريف هنالك من يعتبر التخطيط التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له. وأيا كان تعريف
التخطيط فهو لا يعدو أن يكون احدى العمليات العقلانية لترشيد استخدام الموارد
الطبيعية او البشرية في قطاع من القطاعات أو في مجال ترابي من المجالات بشكل يؤدي
إلى تحقيق الأهداف الموضوعة وفق عامل الزمن والامكانات المادية والبشرية المتوفرة،
وفق استحضار المقاربة التشاركية والتنمية المستدامة.
تعريف التخطيط المركزي
التخطيط المركزي هو اجراء تقوم به الدولة على المستوى المركزي لتدبير المجال الترابي
والمحافظة على الموارد الطبيعية، وتشجيع القطاعات المنتجة، وتأهيل المجالات الهشة
كالواحة والجبال والصحراء... وتعتمد الدولة المغربية في هذا الشأن على عدة وثائق
مركزية، لعل اهمها وثيقة التصميم الوطني لإعداد التراب الذي يشكل قاعدة صلبة
للتخطيط بالمملكة المغربية.
التخطيط الجهوي تعريف
التخطيط الجهوي فكل التعاريف تنطبق على أنه يروم هو الأخر تنظيم المجال الجهوي
ومحاربة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية وفق استشراف المستقبل، والمتغير هنا في
الحقيقة مجرد الرقعة الجغرافية، لكن باختلاف السلم تختلف طبعا أدوات التخطيط،
ولهذا يعتمد في هذا الإطار على التصميم الجهوي لإعداد التراب. في هذا الصدد، يعتبرالتصميم الجهوي
لاعداد التراب وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع التراب الجهوي على مدى 20
سنة، إذ تمكن وتساعد الفاعلين الجهويين من بلورة نظرة استراتيجية لتنمية
الجهة. وتتطلب هذه النظرة الاستراتيجية استحضار مجموع التراب الجهوي خاصة أجهزته
الحضرية وحتى القروية...
تعريف التخطيط العمراني
التخطيط العمراني هو كما يرى البكريوي "تدخل الادارة بأدوات منهجية ووثائق مرجعية لتنظيم استعمالات المجال وتقنين
أو تحديد هذا الاستعمال لكل منطقة من مناطقه وتخصيص وظيفة لكل منها قصد تحقيق
تكامل بين أجزاءه وانسجام أطرافه و بالتالي حسن تنظيمه وتعميره".[2]
وللتخطيط العمراني حسب قانون التعمير 90-12 مجموعة
من الأدوات كالمخطط المديري للتهيئة والتعمير، تصميم التنطيق، وتصميم التهيئة... وللاشارة فالتخطيط العمراني يعتمد دراسة استعمالات الأرض في أي تجمع سكني،
وذلك من أجل فهم نوعية هذا الاستخدام وطريقة استعمال المجال من استخدامات سكنية
وأخرى مهنية ومنه معرفة مدى نجاعة هذه الاستخدامات ومدى توافقها مع متطلبات
الساكنة؛ كما إن الرهان الذي يستحضره التخطيط العمراني، هو توزيع الفضاءات
والمرافق الاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية داخل أحياء المدينة بشكل منسجم
بين احياء وهيكل المدينة.
تعريف التخطيط القطاعي
التخطيط القطاعي هو تخطيط يركز على مجال ترابي معين، كالجبال والصحراء والواحة، ويعتبر مخطط تهيئة واحات الجنوب مثلا نموذجا حيا للاستعاب، إذ يشكل مشروعا ترابيا مستداما ومندمجا، يأخذ بعين الاعتبار سيناريوهات
التغيرات المناخية. جاء ليستجيب لتوصيات التصميم الوطني لإعداد التراب الذي
أوصى بتأهيل الواحات خاصة بعد أن أكد على أن" إنقاذ الواحات مسألة استعجالية، يجب أن تحظى بالأولوية. ولا يمكن أن يكون
مثار تفسيرات، غالبا ما تجانب الواقع كالتغيرات المناخية، لتفسير أزمة الواحات،
فالأزمة الواحية هي نتاج لتفاعل عوامل متشابكة أهمها مرتبط بالعنصر البشري. لذلك
فإن إعادة تأهيل الواحات، يتطلب عملا شموليا وجهدا مضاعفا، يأخذ بعين الاعتبار
مجموع المشاكل المطروحة."[3] .
[1]عن خالد
بن سكيت السكيت، 1999: "مفهوم التخطيط في العالم العربي على ضوء فلسفة التخطيط الغربية"،
مجلة جامعة الملك عبد العزيز للعلوم الهندسية، المجلد 11، العدد الثاني، ص 24.
[2]عبد الرحمان البكريوي، 1933: " التعمير بين المركزية و
اللامركزية " مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الاولى، ص33.
[3] Le Schéma National d'Aménagement du Territoire, les orientations, p 23